فاطمة- السعودية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا بفضل الله متزوجة منذ شهور قليلة، وأحب زوجي كثيرًا، وهو كذلك أيضًا، ولكنْ أستحلفكم بالله أن تهتموا برسالتي، وأحلف بالله إني أكتبها وقلبي يتمزَّق!! فلدَيَّ مشكلة كبيرة، وهي أن زوجي لا يغض بصره عن صور النساء، على النت والتلفاز يوميًّا؛ الأمر الذي جعلني في حالة نفسية سيئة، وسأموت من حسرتي على نفسي، وأهون عليَّ أن أنفصل عنه لأني لا أستطيع تحمُّل ما يفعله بي، ولكني حامل ولا أريد أن أظلم ابني في أن يتربَّى دون أب!!.
بالله عليكم ادعوا لي، وأفيدوني ماذا أفعل؟!، فما كنت أعرفه عنه قبل الزواج هو أنه ملتزمٌ، ومن الصف، ويصلي في المسجد، ويصوم تطوعًا، ولكنْ بعد زواجي به وجدته غير ذلك تمامًا، فهو يشاهد الأفلام من قَبْل الزواج، وكان يريد أن يستمر على مشاهدتها بعد الزواج ولكني دائمًا ما أمنعه، ولكنه يشاهد الآن مباريات المصارعة، وما بها من نساء عاريات، بالإضافة إلى أنه لا ينزل إلى المسجد مطلقًا، ولا يقرأ القرآن، ولا يصلي القيام!.
وليس هذا الذي كنت أرجوه أن يكون في زوجي، ولكني راضية بقضاء الله، والحمد لله على كل حال، أسألكم أن تدعوا لي أن يعينني الله على طاعته، ولكن يبقى السؤال: هل أستمر في هذه الحياة معه؟! بالله عليكم ربي أعلم بما أنا فيه، فانصحوني وادعوا لي، وجزاكم الله خيرًا.
* يجيب عنها: جمال ماضي- الاستشاري الاجتماعي بموقع (إخوان أون لاين):
أولاً: الحب يصنع المعجزات، وقد جمع بينكما الحب، وهو أعظم شيء في الوجود، فهذا الحب لا بدَّ أن يتعرَّض للمحن؛ حتى يصبح قويًّا مع الأيام، فالحب ليس كلامًا نظريًّا، وإنما هو مواقف وأخطاء وعيوب ومشكلات تقوِّيْه وتجعله متينًا، وإلا لا يكون حبًّا، لقد امتحن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في أقسى صوره بحادثة الإفك؛ أي بالمعنى العصري اتِّهام عائشة بالخيانة، وتكلَّم المنافقون ولم ينقطع بكاء عائشة حتى أنزل الله قرآنًا ببراءتها، اعتبري ذلك امتحانًا لحبكما، ولا تفكري أبدًا في الانفصال، فهذا ما يريده الشيطان للتفريق بينكما.
ثانيًا: نحن بشر، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، وسُمِّي القلب قلبًا لأنه كثير التقلُّب، ومسيءُ الأمس قد يصبح جميل اليوم، وبالعكس حسن الأمس قد يصبح مسيء اليوم، ولذلك فالقاعدة أن يعاون بعضنا بعضًا على الطاعة، ويصبر بعضنا على بعض، فالتخفيف حل، والتعايش مع المشكلة ونحن في طريق حلها حل أيضًا، والمشكلة لا تنتهي في يوم وليلة، فعليك بالمزيد من الحب والدعاء، فهو سلاح قوي ومجرَّب وناجح جدًّا.
ثالثًا: في أمثال هذه الامتحانات، نحن نتعامل مع الزوج كمريض يحتاج إلى علاج وإلى مَن يأخذ بيده، وليس كمتَّهم نحكم عليه ونعاديه وننبذه ونردعه، وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم"، فما بالك بِمَن تحبين ويحبك؟!
ومن صور العلاج:
* التلميح له.. عن طريق مَن يسمع كلامه، وابتعدي أنت عن التصريح أو التلميح؛ حتى لا يعاند وتكبُر المشكلة، فعينك على الهدف، وهو إقلاعه عن النظر إلى ما حرَّمه الله.
* هناك سر رائع.. هو التزامك بالطاعة ومحافظتك على العبادات دون لوم له؛ فإن ذلك سيكون دافعًا له للامتثال بك.
* لا تقللي من اهتمامك به وإظهار حبك وأنوثتك، فهي بإذن الله أسلحة قوية في العلاج.