بقلم الأستاذ:- يسري المصري *
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
نصر عبده وأعز جنده واسقط الطغاة وحده وأضفى على شعبنا المصري نسائم الحرية وريحان الحياة الكريمة وورد الفخر بالجنسية المصرية
بعد الثورة المباركة تتداخلت في مشاعري وعقلي أفكار كثيرة وآراء جديدة وظل قلمي يأبى أن يطيعني ويكتب فرحاً أو فخراً أو رؤًى لمستقبل قادم أو تحليل لواقع جديد
تزامن ذلك الشعور مع ظهور حركات وروابط وتجمعات وتكتلات شبابية بطول أرض مصر ومع هذا التزامن انهالت الدعوات للقاءات وندوات شبابية في قرى ومرا كزمن شباب أرادوا تغيير واقع بلدهم القروي في مجال العمل الخدمي العام وما يتعلق به من رقي وكيف ننهض ببلادنا
فذهبت يملأني شعور بفجر جديد ومشرق وتغيير الوضع الإيجابي والنفسي عند القاعدة العريضة من الشباب
ولكن وما أن بدأ الحوار وتحدث الصامتون حتى ظهرت بوادر فكر متحرك جديد وشاذ في طرحه غريب في أدلته أبعد ما يكون عن الفهم الصحيح
فكر زال زمانه وذكره والتمسك به ديكتاتورية نبذها الشعب وركلها بأقدامه
لقد وجدت تشديداً وإصراراً وتصميماً غريباً جداً فحواه أننا شباب بلا انتماء وكل الجالسين عليهم أن ينسوا انتماءاتهم وفكرهم ويكون الأهم مصلحة مصرفي إشارة واضحة لي ولإخواني
وجدت نفسي أمام هذا القول مبتسماً ومشفقاً نعم لقد أيقنت حينها أن الشباب الجدد لا يفقهون عن العمل السياسي شيئاً ولا يعرفون منهجاً ولا فكراً وهم يروجون ويقولون فقط ظننا منهم وجهلاً أن الفكر مناهض لمصلحة مصر وأمام هذا الخبث الناعم والابتسامة الصفراء التي تحمل في طياتها مابين الحسد والجهل كانت ابتسامتي. ومفتخراً بما أشرف بحمله من فكر مستنير ودعوة ربانية أستظل بظلها وبلسم للحياة يلازمني يشعرني بوجودي ولا قيمة لي بغيرها وهي بي وبغيري
كل ما سبق ألح على قلمي ليكتب وسبحان مغير الأحوال فقررت الكتابة والحديث معا
أيها الشباب المصري يا مَن أقمت بنياناً جديداً زلزلت طغيانا فريداً
إياك أن تستغل خطا من أصحاب النفوس الكارهة للخير. اعلم أن الإخوان صمام أمان لك ولغيرك ولمصر كلها
أخي الشاب المصري اعلم أن جماعة الإخوان أشد الناس حبا لهذا البلد وأحرص الناس على اسقراره ولا مجال للمزايدة في ذلك الأمر
أخي الشاب إليك ما قاله الإمام البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول في تحليله للوطنية
فإن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب مصر والحنين إليها، والانعطاف نحوها، فهذا أمر فطري من جهة، ومأمور به في الإسلام من جهةٍ أخرى، أي أن رابطة الوطنية بهذا المعني فطرة يقرها الإسلام، "إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، ومأمور به في الإسلام من جهة أخرى،
ليس هذا فحسب بل أضاف رحمه الله فقال (وإن أريد بالوطنية تقوية الرابطة بين أبناء القطر الواحد وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، فهذا يراه الإسلام فريضة ثابتة ولازمة فالله يقول في كتابه الكريم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً ودُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ومَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إن كُنتُمْ تعقلو) فالأستاذ البنا – إذن- يرى أن الوطنية بمعنى حب البلد والحنين إليها، والعمل على تحريره وتقويته، وتقوية الرابطة بين أفراده بما يعود بالخير فكرة صائبة يقرها الإسلام ومن ثم فهو يؤمن بها ويعمل لها
فالإمام البنا يوضح أن الإخوان أشد الناس حبا لوطنهم وأحرص الناس على أمنه وهم صمام أمانه ولكن فارق كبير بين الوطنية التي تدفع صاحبها إلى التضحية بدمه وبين الوطنية المذوبة التي ظهرت على السطح تترحم على دماء الشهداء وتحيي ثورتهم
أخي الشاب إن فكر الإخوان مبني على شيء سام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الإسلام
أخي الشاب الحبيب لا مجال للمزايدة عن حب الإخوان لمصر وتمني الخير لها أبداً بل والتضحية من أجلها كما أسلفنا ولقد ضحى الإمام المؤسس للإخوان بدمه من أجل مصر فلقد حيكت ضده مؤامرة عالمية لاغتياله بعد أن علم الغرب عظمة المنهج الذي يحمله وما به من خير لمصر وعز لها وإعادة لدورها وريادتها وسالت دماؤه لتسقي الشجرة بل الأرض وتخرج ثماراً ظاهرة نضرة طاهرة تعشق بلدها وتعمل لها وتضحي في سبيلها ومن يوم إغتيال الإمام والجماعة تقدم التضحيات والدماء من أجل إقامة مجتمع عادل يسري فيه ابن الوزير كابن الخفير لا فرق بينهم الكل أمام القانون سواء وإن فُضل أحدهم يكون بتقواه ومجهوده الشخصي
أخي الشاب الحبيب إنني أقول لك ولكل شاب ظن أننا خطر أو أننا نحب الاستحواذ على شيء أو نكون في المقدمة ..أننا لا يهمنا ولا يشغل بالنا ولا يقلق مضاجعنا إلا مصلحة مصر وتقدم مصر وعودة مصر لمكانتها واسترداد أموال ومقدرات مصر وفتح باب الإبداع لشبابها الذين حرموا من خيرها كثيراً وعلمائها الذين ضيق عليهم لمصلحة الأعداء بأيدي مصريين اسماً آي والله اسما لقد اثبتت الأيام مَن الذي يعشق مصر كنا نسمع أن عز والعادلي وجرانه ومبارك نفسه يحبون مصر وفي كل لقاء يتغنون بمصر ومصر هي أمي ومصلحة محدود الدخل وكل هذه النغمات المكذوبة ولكن مصر تتبرأ منهم وتشكوهم إلى الله وعندما وقع الأمر وطفح الكيل انتفضت مصر فكان حبهم لها سرقتهم في ماضيهم ومحاولة هروبهم بما سرقوا في حاضرهم وكنا في الميدان نشكو شدة البرد ونلتف حول بعضنا البعض لند فيء أنفسنا وكانوا هم في أبهى مكاتب ومساكن وكنا نبكي بحب مصر وهم يسرقون مصر فأي الفريقين أحق بالأمن
أخي الشاب نحن لا نتجمل ولا نرغب في منصب أو كرسي وليس لنا أجندات خارجية إلا مصلحة البلد فقط
أخي الشاب ارفع العمامة من على عينك لترى الحق حقا والباطل باطلا ولديك عقل تفرق بين المتجمل والحريص بين الكذوب والصدوق بين مَن يدعي حبا لمصر وبين مَن يضحي من أجل مصر وضحى كثيراً
أخي الشاب الحبيب الناس نجوم مرئية للجميع ولكن ليسوا سواء وأنت تعرضت وتتعرض يوميا لبشر وتعرف مَن حولك وموقفهم قبل وما قالوا عن شباب الثورة والتحول في الموقف بعد نجاح الثورة وياللعار لأناس يأكلون على كل الموائد ويسبحون بكل جديد آملين المصلحة وركوب الموجة من جديد
أخي الشاب الحبيب لا تخف من الإخوان فإن الإخوان لا يخيفون أحداً ولا يخافون من أحد إلا الله
أخي الشاب الحبيب إن النظام البائد استخدم فزاعة الإخوان على مدى حكمه الظالم كفزاعة للجميع حتى أراد الله له النهاية التي رآها الجميع وعلم الداخل والخارج كم التزييف والتنسيق الأمني على الشعب وكم الفضائح التي خرجت منصفة لنا من كثير من أصحاب الرأي ويحضرني في هذا المقام عبارة الراحل الدكتور /عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق- لقيادات الإخوان: " نحن (كسلطة ومسئولين وقادة) نعتذر ونأسف أن حرمنا مصر من مجهودات هذه الجماعة المباركة سنين طويلة
أخي الشاب لقد عانى الإخوان الكثير من الظلم والتجبر من قبل الأنظمة السابقة نتيجة عدم صمتهم عن الصمت وهي ضريبة وصفها النبى (صلى الله عليه بالجهاد لأنها كلمة حق عند حاكم ظالم
لقد نهبت أموال قيادات الجماعة وتم سرقتها استنادا إلى تحقيقات من وحي الحقد والحسد والظلم وتنفيذاً لبرنامج الظلم العام الذي تتعرض له الدعوة وكأنهم لا يريدون لمصر أي خير ليس هذا فحسب بل استشهاد أبناء هذه الدعوة وما مقتل مسعد قطب والمهندس كمال الزهيري ببعيد
دماء سالت وأرواح أزهقت وبيوت هدمت وأموال سرقت وآباء فصل بينهم وبين أبنائهم بالسنوات العديدة بل وصل الانتقام إلى هدم جمعية طبية تقوم على رعاية محدودي الدخل لا لشيء إلا أنه صاحبه إخواني وكأن هذه تهمة ثقيلة
أخي الشاب الحبيب لقد رضي الإخوان بذلك كله ابتغاء مرضاة الله وحبا في هذا الوطن وأملا في مستقبل أفضل وإيمانا بأن الفجر قرب وأن الشمس ستشرق يوما على وضع أفضل لمصر كلها وعندئذ سيزول الألم ويبقى الأجر مكتوبا في ميزان الإخوان
أخي الشاب الحبيب لاأريد أن أطيل في هذا المقال الذي والله ما أردته وعصيت قلمي كما عصاني من قبل لكن أردت فقط أو ضح لك أموراً غائبة عنك
ولو أردت الخير لمصر فاعلم أن الإخوان خدم لمصر من منظور خير الناس أنفعهم للناس
أسأل الله أن يريح صدرك ويسكن روحك وإنى أحبك في الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مستشار أسري وتربوي.