ثقب الهرم جريمة ارتكبها حواس.. والصهاينة يتكلمون عن مزامير داود في الهرم ويذاع علي العالم
التنقيب اليهودي في الشرقية وسيناء بحثا عن عاصمة اليهود القديمة
لم يضيعا أي وقت.. فمنذ اللحظة الأولي التي زني فيها رأس المال بالسياسة في مصر, كان العفن يلون كل شيء وأي شيء.. رجال عدالة مرتشون ومسئولون فاسدون ورجال شرطة يعملون بالتهريب, وبرلمانيون قوادون وحراس غير مسلحين, ووكلاء نيابة يدارون بالمحمول وإعلام رسمي متواطيء بالصمت وجهاز أمن قومي يرفع لرؤسائه التقارير, وهو يعلم جيدا أن رائحة عطنة تزكم الأنوف في قصر الرئاسة ووزراء يفحشون بالوطن جهارا نهارا.. بمقتضي الدستور والقانون!!.. ما الذي يمكن أن تحلم به المافيا أكثر من ذلك؟ بل.. ما الذي يدفع إسرائيل ذاتها للنظر لجبهتها الجنوبية؟ فكل شيء في أرض الميعاد الجديدة( مصر).. يؤجج الحلم القديم المتجدد.. من النيل إلي الفرات!!
ومن فوق رأس الملايين من سكان مصر كانت أطياف الصهاينة تخرج لنا لسانها ليل نهار.
أطياف الصهاينة القدامي تحوم حول قدس الأقداس, آثار مصر الفرعونية التي شهدت علي كل شيء.. موسي والفرعون, كانت هذه الأطياف توسوس لكل مسئول في قطاع الآثار بأنهم كانوا هنا.. حتي نطق بها جيل من أطفال سفاح زنا المال والسياسة, ليبدأ الخروج.. لكن هذه المرة خروج شهود العيان علي القصة كلها.. المومياوات والثماثيل التي تؤكد أنهم لم يكونوا هنا, دفعوا فيها الملايين واستقرت أموالهم في جيوب مافيا الجريمة المنظمة من رموز النظام السياسي السابق, كي يقتلوا الشهود فلا تبقي إلا أباطيلهم التي يزعمون فيها أن مصر.. في الأصل إسرائيلية..
لا أحد يعرف كم دفعوا لينبري كتاب وقضاة وباحثون لسرقة الضمير العام والتاريخ والجغرافيا.. لكن الدكتور نور عبد الصمد عالم الآثار ومدير عام إدارة المواقع الأثرية بوزارة الثقافة في مصر, عرف كيف سرقوا المبني والمعني.. وقد دفع ثمنا مرعبا لما عرفه.. برغم أن المئات غيره كانوا يعرفون, فقط لأنه لجأ للقضاء.. حيث كانت مكالمة بالمحمول تذهب بالتحقيق إلي غياهب اللا مكان.. في كل مرة.
ولأنه معتاد علي تحقيقات وكلاء النيابة, لم يكن في نفوسنا غضاضة من استجوابه.. ولا هو, لكن مع كل إجابة له عن أسئلتنا كانت تنفلت مذهولة من أفواهنا.. كلمات من عيار: كيف ولماذا وأين ومتي.. كنا نندهش حيث لا مجال للدهشة.. مع كل مرة كان يركز فيها علي الحروف: سوزان مبارك وفاروق حسني وأحمد فتحي سرور وزاهي حواس.. وباقي أسماء رجال العدالة السابقين.. والحاليين.. سألناه.
* دكتور نرجو منك أن تكشف لنا عن تفاصيل الجريمة المنظمة في قطاع الآثار وأرجو أن يكون ذلك من البداية ومنذ اللحظة التي شعرت فيها بوقوع هذه الجريمة ومن هم القائمون بها ؟
- أريد في البداية أن أؤصل المسألة وأقول إن النظام السابق فتح لليهود جميع ابواب مصر علي مصراعيها, ليس فقط في مجال الآثار ولكن في العديد من النواحي ولعل من أهمها قطاع الزراعة, لكن الاختراق اليهودي الأهم هو ما تم في قطاع الآثار, وحتي يتم تأصيل الأمر من جهة اليهود أقول إن إسرائيل قامت علي الأفكار قبل القوة.. بمعني أن تيودور هيرتزل عندما استطاع أن يقنع الساسة في الإمبرطورية البريطانية والدول الاوروبية بأن لليهود الحق في إقامة دولة إسرائيل علي أرض فلسطين اعتمد في هذا الإقناع علي أسس تاريخية وعقائدية مستمدة من التوراة خصوصا سفري التكوين والخروج, والواقع أنه من المؤسف أن المجلس الأعلي للآثار فتح أبواب مصر علي مصراعيها أمام اليهود
* اليهود بوصفهم يهودا.. أم للعلماء الذين تبين فيما بعد أنهم يهود ؟
- الحقيقة كلاهما معا
- كيف ؟
- في الواقع هم منظمون جدا وقاموا بتقسيم أنفسهم فهناك علماء الآثار الذين يحملون جوازات سفر ألمانية ونمساوية وفرنسية.. وهناك أيضا جمعيات صهيونية أو تدور في الفلك الصهيوني الثقافي, الذي يسعي إلي تثبيت مقولة إسرئيل الكبري من النيل إلي الفرات.. وهنا أريد أن أتكلم عن البعثات الأجنبية التي سمح لها بالتنقيب في مصر وارتباط ذلك بالتاريخ الإسرائيلي المزعوم.. فهناك مقولة صهيونية تدعي أن اليهود أقاموا لهم دولة في مصر أيام الفراعنة, وكانت عاصمتها في شرق الدلتا وتحديدا في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية.. وبالفعل شكل الكيان الصهيوني بعثة للتنقيب عن الآثار برئاسة عالم آثار نمساوي يهودي يدعي مانفريد بيتاك, وعندما بدأت الحفائر طلب العديد من علماء الآثار الشرفاء من الأمن القومي إخراج هذا الرجل من مصر لأن كل كتبه وأبحاثه عبارة عن تزوير وتدليس للتاريخ..
* منذ متي يعمل هذا الصهيوني في مصر ؟
- أشعر بالخجل وأنا اقول إنه يعمل منذ40 سنة في مصر ولكن في السنوات العشر الأخيرة بدأت كتبه ومقالاته تصدر من إسرائيل لتوزع في جميع أنحاء العالم, وقد قمت بشرائها من كندا ودرستها جيدا, ووجدت حقيقة ما عثر عليه بعد التنقيب يختلف تماما عما كتبه ونشره من أبحاث بعد دمجها ببعض الإصحاحات من التوارة, خصوصا سفري التكوين والخروج والتي تحاول أن تثبت زورا وبهتانا وعن طريق تحريف الكلم عن مواضعه أن الهكسوس كانوا يهودا بعكس المؤرخ اليهودي يوسف عوز الذي أكد أن الهكسوس كانوا عربا.. والمثير أنه مازال يحفر في تل الضبعة التابعة لمركز فاقوس, ومصر ولم تكن بها جهة واحدة في ظل النظام المخلوع تستطيع أن تمنعه من التنقيب
* لماذا ؟
- لأنه يتمتع بنفوذ مهول داخل مصر, وأعتقد أن هناك بعض الصلات المشبوهة بينه وبين بعض المسئولين, خصوصا أن هذه البعثة تحصل علي التمويل المالي من اتحاد المنظمات الصهيونية.. والمدهش أن هناك بعثة أثرية أخري في قرية قنديل بنفس المركز التابع لمحافظة الشرقية يديرها عالم ألماني يهودي يدعي.. ادجارد بوش عرض أسعارا خيالية لشراء الأراضي من سكان هذه القرية فمثلا إذا كان سعر الفدان100 ألف جنيه, فإنه يعرض نصف مليون جنيه ثمنا للفدان..
- لماذا ؟!
- لأنه قام بعمل أبحاث جيوفزيائية لهذه المنطقة استنتج منها أن هناك مستوطنة يهودية مدفونة في هذا المكان من أيام الفراعنة وأنها ربما تكون عاصمة الدولة اليهودية القديمة المزعومة.. علي الجانب الآخر نجد أن الدكتور فريد إسماعيل, عضو مجلس الشعب السابق عن هذه الدائرة تقدم باستجواب في مجلس الشعب ولكن فتحي سرور أغلق باب المناقشة في الاستجواب ومازال ادجار بوش في القرية حتي هذه اللحظة.
* وما مصلحة الدكتور سرور في ذلك ؟
- فتحي سرور أحد أعمدة النظام السابق الذي كان ممالئا لإسرائيل والذي أعتقد أنهم كانوا يستمدون أوامرهم من اليهود وليس من أمريكا كما يتخيل البعض..
* أريد أن أعرف تحديدا.. ما الفائدة التي تعود علي أي مصري يتواطأ علي هذا الأمر.. نقود أم رشاوي أم ماذا؟
- حتي أقرر أن هناك من حصل علي نقود فيجب أن يكون لدي دليل علي ذلك, وهذا ما لا أدعيه ولكن نحن نعلم أن اليهود وراء تمويل هذه البعثات.. خصوصا نحن نتحدث عن ضرب للأمن القومي المصري في الصميم وهذا يجب أن يكون ثمنه غاليا جدا..
* العالمان.. النمساوي مانفريد بيتاك والألماني ادجارد بوش من كان وراء التمويل المالي لهما ؟
- المنظمات الصهيونية العالمية ولكن هم في الظاهر ينتحلون أسماء جامعات وهيئات علمية معروفة مثل معهد الآثار الألماني.. وفي هذا الصدد طلبت من أعضاء اللجنة المسئولة عن الموافقة علي هذه البعثات أن تلزم كل بعثة بالكشف عن مصادر التمويل, وبالفعل صدر القرار.. وبعد شهرين ألغاه الدكتور زاهي حواس.. لماذا ؟ لا أعرف.
* أريد أن أستوضح مرة أخري ما الحدث أو الواقعة التي أثارت ريبتك وجعلتك تتأكد من وجود فساد في قطاع الآثار سوف ينتج عنه كتابة تاريخ زائف لمصر ؟
- هذا سؤال مهم جدا.. عندما تجد أن مانفريد بيتاك يطلب إنشاء متحف في منطقة تل الضبعة ليعرض فيه نتائج الحفائر التي قام بها وأنه سوف يتكلف3 ملايين يورو في حين أن ميزانية المعهد النمساوي كلها لاتزيد علي10 آلاف يورو هنا لابد أن ترتاب في الأمر..كما أن جميع الأبحاث الإنسانية في الغرب الآن تمويلها ضعيف جدا.. وجميع البعثات التي تعمل داخل مصر ممولة صهيونيا, فهي بالأساس تعاني من نقص التمويل, وهناك مسئولون عن حفريات يمكن أن يقضي الواحد منهم يوما كاملا وطعامة الوحيد هو علبة زبادي, وعلي النقيض من ذلك نجد البذخ الشديد في البعثات الأخري التي تعتمد ماليا علي الصهاينة وأنا شاهد عيان علي هذا التمويل
* هل وقعت علي وثيقة ما تؤكد هذا الدور ؟
- أنا بصفتي مدير عام إدارة المواقع الأثرية أمر علي جميع مناطق الجمهورية لذلك أمكنني أن أشرف علي هذه الأمور, وأيضا من خلال الوثائق التي تقع تحت يدي مثل العالم الذي يسعي لشراء الأراضي في مصر, وكنت أسأل ومازلت.. أين محافظ الشرقية بل أين المخابرات المصرية.. إذن البلد كانت في حالة فوضي؟
* هل سبق أن أبلغت جهاز الأمن القومي بهذه الشكوك والدلائل التي عثرت عليها ؟
- سأقص عليك قصة ستثير حزن القارئ الكريم.. كانت هناك إحدي البعثات الأمريكية التي تتبع جامعة ترينتي بولاية الينوي وكان يرأس البعثة العالم جيمس كارل هوفمين, فإذا بحثنا في تاريخ حياته قبل دخوله مصر وجدنا أنه أمضي طفولته وحتي بلغ سن السابعة عشر في حارة اليهود في الموسكي, ثم انتقل بعد ذلك إلي إسرائيل وكان عضوا مؤسسا في جمعية الآثار الإسرائيلية ثم عمل مع إليعازر اورين عالم الآثار الإسرائيلي الأشهر في شبه جزيرة سيناء, ونقب عن700 موقع أثري إبان احتلال إسرائيل لسيناء بتمويل من جامعة بن جوريون ومع هيئة الآثار الإسرائيلية, وفي واحدة من المفاجآت الدراماتيكية يتم تعيين هذا الجيمس كارل هوفمين في جامعة ترينتي بأمريكا كأستاذ لللاهوت لأنه يقرن الآثار باللاهوت فيما يعرف بعلم البيبليكال أركيولوجي( علم الآثار التوراتي).. المهم أن هذا الرجل صرح بانه يعتقد أن بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر مروا في شمال سيناء بقرية تل البرج التي تقع شمال مدينة القنطرة شرق قريبا من مكان القبض علي عساف ياجوري العقيد الإسرائيلي الذي أسر في حرب أكتوبر1973, والمذهل أن كارل هذا استطاع أن يحصل علي الموافقة علي التنقيب في مصر, ولك أن تتخيل أنه قبل القيام بالحفر في سيناء يأتي بحاخام يهودي يرتدي زي الحاخامات المميز ليقوم بالصلاة كما يحدث أمام حائط المبكي, ليتمني أن تحقق الحفائر ما يريدوه منها.. من جانبنا قدمت مع زميلي الدكتور عبدالرحمن العايدي إلي الجهات المعنية تقريرا مفصلا عن هذا الشخص ودعمنا التقرير بنبذة عن كتابه' إسرائيل في مصر' مع تفنيد كل الافتراءات التي وردت به, وقلنا إنه خطر علي الامن القومي كما استطعنا أن نرفق بالتقرير صورة تم التقاطها بالأقمار الصناعية الإسرائيلية لسيناء.. فماذا حدث بعد تقديم هذا التقرير إلي الأمن القومي ؟.. أعد الأمن القومي المصري تقريراآخر ورفعه إلي المجلس الأعلي للآثار وكان المفروض أن يصدر المجلس تقريرا بإيقاف عمل البعثة فورا ولكن نظرا لأن وراء الأكمة ما وراءها تم الالتفاف حول الأمر وطلبوا إيقاف البعثة لمدة عام ذرا للرماد في العيون, وحتي لا يتهم الأمن القومي بالتواطؤ, هذه السنة تتفق مع فترة الإجازة التي تحصل عليها معظم بعثات التنقيب عن الآثار المصرية التي لاتعمل أكثر من شهرين في العام, ثم تسافر وتعود في العام التالي فنجد أنه قد تم إيقاف البعثة اليهودية في فترة إجازتها وعادت في العام التالي مباشرة!!.. وتتصاعد الأحداث بطريقة ميلودرامية مذهلة.. ففي فترة التوقف المزعومة نجد أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي يتصل هاتفيا بوزير الخارجية المصري قائلا له لماذا يتم الحجر علي الأبحاث العلمية في مصر في عصر العولمة بما يتناقض مع حقوق الإنسان.. وهذا النبأ أذاعته وكالات الأنباء العالمية مثل رويتر واليونايتدبرس والأسوشيتد برس.. ومن جانبه علق الدكتور زاهي حواس علي التقرير الذي قدمته أنا وزميلي قائلا أنا أشك في هذا التقرير, وقام بتشكيل لجنة مكونة من ثلاثة من أساتذة الآثار في الجامعات المصرية وكان من أعضائها الدكتور رمضان عبده مع آخرين وقالت اللجنة إن هذه البعثة ضد الأمن القومي المصري فتم وأد التقرير..
* من الذي وأده ؟
- الدكتور زاهي حواس.. وعندما سألناه لماذا فعل ذلك.. قال: الإسرائيليون كانوا في مصر من يستطيع إنكار ذلك ؟!.. ورددت عليه بأنهم كانوا خدما للمصريين ولم يكونوا أبدا حكاما لمصر, بل كان منهم راقصات المعابد وعمال الوظائف الدنيا في السلم الاجتماعي كما تذكر البرديات والتوراة أيضا..
- المهم ماذا اكتشف جيمس كارل هوفمين؟
- في الواقع أنه كان سئ الحظ فرغم المبالغ الباهظة التي أنفقها, فإنه لم يكتشف إلا قلعتان من عصر رمسيس الثاني أي أن بني إسرائيل لم يكن لهم وجود في سيناء.. المذهل أنني عندما نشرت في جريدة الأسبوع عن هذا الموضوع أحالني د. حواس أنا وزميلي الدكتور العايدي إلي النيابة العامة واستمر التحقيق معنا لمدة عامين بتهمة التهييج وإثارة البلبلة والنشر دون إذن السلطة المختصة بمعني أن الموظف العام يكون عبدا ولايستطيع أن يكتب عن الإساءات الموجهة إلي بلده, واللافت للنظر أنه لم يغلق التحقيق إلا عندما قلنا للمحققين: أننا يهود ونطلب حق اللجوء السياسي إلي إسرائيل!!! ومن المضحك أنني اثناء التحقيقات سألت زاهي حواس بما أنك قادم من أمريكا فهل يحال إلي النيابة المواطن الأمريكي الذي يكتب في وسائل الإعلام عن المخاطر التي تحيق ببلده فكان رده.. إحنا في مصر ولسنا في أمريكا يادكتور
* أريد منك إجابة دقيقة من فضلك.. من زاهي حواس وما ارتباطاته الخارجية ؟
- الدكتور زاهي حواس من أسرة متواضعة ماديا وهذا شئ لا يسئ إليه بأية حال من الأحوال وهذا هو حال الجميع ولكن كيف أصبح من اصحاب الملايين الآن وهو طوال حياته موظف حكومي هذه علامة استفهام ولا أعرف لها إجابة ؟ وفي بداياته كان مفتش آثار عاديا وقد حصل علي الدكتوراة عن طريق هيئة الفولبرايت وهي هيئة أمريكية تحيط بها أيضا علامات الاستفهام, وفي جامعة بنسلفانيا التي منحته الدكتوراة كان المشرف عليه البروفسير ديفيد سلفرمان وهو يهودي مازال حتي هذه اللحظة يعمل في مصر في إحدي بعثات التنقيب(!!) واللافت للنظر أنه تم تلميعه إعلاميا في مصر وأمريكا في وقت واحد, ومنذ أن كان مفتشا دأبت الاهرام علي الإشادة به حتي تم تصويره في الداخل والخارج علي أنه معجزة الآثار المصرية مع أن هناك العديد من الآراء لعلماء الآثار الذين يرون أن معلوماته العلمية متواضعة ولا ترتقي بصاحبها إلي مصاف العلماء, وهذا ليس بجديد, وحتي مؤلفاته الكثيرة عند النظر فيها من الناحية العلمية تجد انها تصلح فقط كموضوعات صحفية للاستهلاك المحلي, وليست بحوثا علمية بالمعني المفهوم ودون مستوي التقيم لأنها لا تمت إلي العلم بصلة.
* ذكرت الآن أنه توجد صلات بين زاهي حواس ونظام قضائي علي استعداد للتواطؤ معه وأفراد في الأمن القومي يقومون بإعادة الشكوي إلي الجهة المشكو في حقها, وأري أن هذه رابطة خطرة الم تلفت انتباهك هذه الصلات ؟
- عندما كنا رهن التحقيق كانت المكالمات الهاتفية لاتنقطع عن المحققين.. وهنا لابد أن أسجل أنه يوجد الكثير من رجال القضاء كانوا رجالا حقا, وكما ينبغي للرجل أن يكون من حيث الوفاء لمصر, ولكن علي الجانب الآخر دعنا ننظر للقلة من القضائيين الذين أحاط زاهي حواس نفسه بهم كمستشارين قانونيين له فماذا نجد؟
نجد أولا المستشار إسماعيل صديق, نائب رئيس مجلس الدولة, وثانيا المستشار رأفت بدوي نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية وأخيرا المستشار أشرف العشماوي رئيس نيابة أمن الدولة العليا السابق
إذن فقد حصن نفسه بالقضاء الإداري والنيابة الإدارية والقضاء المدني
* وهشام سرايا ؟
- كان موجودا قبل أشرف العشماوي من نيابة أمن الدولة العليا أيضا, ولذلك أعتقد أن أي عقبة كانت تنشأ في أي جهة من جهات التقاضي كان هؤلاء كفيلون بتذليلها لأنهم كانوا يحصلون علي مبالغ مالية ضخمة جدا
* ومن الذي يدفع هذا المال ؟
- من ميزانية المجلس الأعلي للآثار.. وسبق أن نشرت بعض الصحف صورا زنكوغرافية لهذه الشيكات فما أقوله ليس من قبيل الأسرار.
* مرة أخري تؤكد أنه تورط قضائي ومسئولين امنيين وعلماء آثار فهل نحن نواجه جريمة منظمة في الاتجار بالآثار ؟
- الموضع اخطر من ذلك بكثير.. فتجارة الآثار بمعني البيع والشراء فهذا يحدث بصورة يومية وسواء قبل ثورة التحرير أو بعدها وللعلم90% من آثار مصر مازال تحت الأرض, وهناك بعثات يمولها اقطاب النظام السابق مازالت تنقب في جميع أنحاء القطر المصري بغرض البيع والشراء, ويتم التهريب عن طريق المواني الجوية والبحرية في كونتينرات يمكن أن يبلغ وزن الواحد منها أكثر من5 أطنان
* وكيف يتم هذا التهريب ؟
- من أماكن كثيرة.. وهناك آثار أمكن الإمساك بها وإيقاف خروجها من مصر.. هذا شئ لا ينكره أحد بسبب أنه تم الإبلاغ عنها أو أن أصحابها لم يدفعوا.. ولكن يمكن التحايل علي الجمارك المصرية عن طريق ادعاء إقامة معارض للآثار المقلدة في الخارج, ولكن الحقيقة أن ربع الكونتينر يكون آثارا مستنسخة والباقي حقيقية وتخرج عن طريق الرشاوي والعمولات
* هل يعني ذلك أن المستنسخ هو الذي يبقي في مصر والأصل هو الذي يتم تهريبه ؟
- بالتأكيد.. وتجارة الآثار يفوق ربحها أرباح البورصة وتجارة الأراضي وحتي المخدرات وبرغم خسارتها الفادحة علي مصر فهناك الأخطر.. فعندما نفتح ملف المومياوات الملكية الفرعونية نجد هنا( بيع معنوي) لأنه بيع لتاريخ مصر فعندما نجد وثائق مرسلة من جمعية يقال إنها أمريكية تسمي الجمعية الجغرافية الأمريكية إلي الدكتور زاهي حواس ويعلوها شعار سري للغاية ثم نتبين أنها اتفاقية تم إبرامها بينهم دون أن تعرض علي مجلس الشعب اومجلس الوزراء, وبالتالي أعتقد أن حواس مسنود من جهات أخري في الدولة, اللافت للنظر أن هذه الجمعية بدأت نشاطها في مصر عن طريق منح السيدة سوزان مبارك أثناء زيارتها لأمريكا عام2002 الدكتوراة الفخرية في سابقة لافتة للنظر, وهذه أول مرة أسمع عن دكتوراه من إحدي الجمعيات(!!), حيث إنه من المعروف أن الدكتوراه الفخرية تمنح من الجامعات فقط, ولكن الأمر تم ترتيبه مع عبدالرؤوف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن, وفي حضور حواس أيضا وترتب علي ذلك انتهاك آثار مصر في موضوعين شهيرين هما ثقب الهرم والمومياوات الملكية الفرعونية.
* ما قصة ثقب الهرم ؟
- أنا سأذكر وقائع سجلتها القناة الثانية في التليفزيون المصري قبل حدوث هذه الجريمة في سبتمبر2002 تقدمت ببلاغ للنائب العام والرقابة الإدارية بأن موضوع ثقب الهرم الأكبر خطر علي الأمن القومي المصري, لأن الجمعية التي تقوم بهذا العمل هي جمعية صهيونية مشبوهة وتهدف إلي إثبات وجود اليهود داخل مصر.. فعاقبني د. حواس بنقلي إلي منطقة آثار قنا(!!) المهم أن الصحفي الكبير علي القماش نشر هذا الأمر صباح يوم التصوير وللأسف سهر الشعب المصري أمام الشاشات لمشاهدة هذا الحدث الهائل برغم أن التليفزيون المصري الرسمي للدولة لم يسمح له بالدخول إلي داخل الهرم للتصوير, بل مذيع قناة ناشيونال جيوجرافيك فقط هو الذي دخل إلي الهرم!!
الثلاثاء مارس 08, 2011 8:05 pm