أقر وأعترف بأننى اللى نهبتمصر!!!
نعم أيها السادة هذه هى الحقيقة المجردة فأنا - وليس أحد سواى – الذى زورت الانتخابات ،وأعلنت بكل خيلاء وزهو ،وأنا أختال كالطاووس النتائج المبهرة التى حققها الحز ب الوطنى نتيجة ثورة الإصلاح التى قادها مفجر الثورة الأخ الوريث ،وأنا الذى دبجت المقالات عن التكتيك والتكنيك الذى أدى إلى هذه النتائج الساحقة الماحقة نتيجة العمل الدءوب والجهد المتواصل الذى لايكل ولايمل ووفقا لاستطلاعات الرأى –اللى ماتخرش المية – بينما كان الآخرون نائمين فماذا نفعل لهم هل نزور لهم –لاسمح الله- الانتخابات ليحصلوا على بعض المقاعد ؟ وهل نخون مرشحينا فى الانتخابات الذين واصلوا الليل بالنهار فى خدمة جماهير الشعب الكادح ؟ !!
وأنا أيها السادة الذى أعلنتهاصريحة مدوية أن التليفونات مراقبة واللى خايف ميتكلمش - حتى من باب التوفير وتجنب الغيبة والنميمة !! - وأنا الذى لفقت القضايا وأشعلت الفتن وملأت المعتقلات وأطلقت يد أمن الدولة تعيث فسادا فى الأرض
وأنا الذى تغنيت صباح مساء بصاحب الضربة الجوية والقائد الملهم وحكيم عصره الذى يأت اليه زعماء العالم من كل حدب وصوب لينهلوا من حكمته – والله وحشتنى حكاية الحكمة دى والعشرة ماتهونش برضه – وأنا أيها السادة الذى تغنيت بأزهى عصور الديمقراطية والحرية ... وأديها كمان حرية !!
وأنا الذى كنت أصول وأجول كالفارس المغوار فى البرلمان فى الصباح معترضا ومنددا بالفساد الذى وصل للركب ،بينما أشارك فى صناعته فى المساء ، ومسيطرا على عقل وقلب الرجل الكبير الذى لايجب إزعاجه وعكننة مزاجه العالى .. بذمتكم مش أستحق جائزة الأوسكار !!
وأنا الذى خربت و بعت القطاع العام و أراضى مصر بثمن بخس دراهم معدودة وأحيانا بريالات من باب المجاملة ، وحرصا على الوحدة العربية !! وبعدين ماالأرأضى كتيره وعلى قفا من يشيل
وأنا أيها السادة الذى سلقت و فصلت القوانين وظبت وهندست وهندمت الدستور على مقاس الأخ الوريث ،وأنا الذى أدخلت –ولله الحمد - مصر موسوعة جينس للأرقام القياسية بأطول مادة دستورية فى العالم ،وأنا الذى رسخت المبدأ العظيم مبدأ سيد قراره الذى وضعه سالف الذكر –ولابد من الاعتراف بالفضل لأصحابه - رفعت المحجوب
هاأنا أعترف بالحقيقة بكل صراحة ووضوح وعلى من يريد الاقتصاص منى أن يتوجه ببلاغ الى النائب العام بأى مخالفة مالية – أكرر مخالفة مالية- فالرجل لا علاقة له بأى فساد سياسيى -والعياذ بالله - وسوف يتم فحص الطلب ويتم طلب التحريات من الأجهزة الرقابية المختلفة ثم يتم التحفظ على أموالى –إن بقى أموال – ثم يتم التحقيق معى وقد أقدم للمحاكمة ... وابقوا قابلونى!!!
أيها السادة لقد أقدمت على هذا الاعتراف الخطير لتبرئة ساحة هؤلاء الأبرياء الأتقياء الذين وجهت لهم سهام الإتهامات ظلما وعدوانا من أمثال الأخ عزوإخوانه العادلى وسرور وعزمى والشريف وغيرهم الذين توارو فى البداية خجلا وحياء منى والتزموا الصمت – ليس لذنب اقترفوه لاسمح الله – ولكنهم أمام الاتهامات الباطلة الظالمة التى طالتهم اضطروا للخروج للدفاع عن أنفسهم وكشف الغطاء عن حقيقة مواقفهم التى كانوا يتقربون بها الى الله سرا
فالاخ عزالذى كان أول من شق حالة الصمت حتى قبل أن يتنحى المعلم الكبير أعلن بوضوح أن دوره فى الانتخابات الأخيرة لم يتعد –يادوب – اختيار أسماء المرشحين فقط ولاعلاقة له بما جرى فى الانتخابات.. .لا براءة
أما الأخ عادلى فأتضح أنه كان من المحذرين والمنذرين من سؤء الأحوال وتشهد على ذلك محاضر مجلس الوزراء !! يامثبت العقل فى الرأس
أما الأخ ابراهيم نافع الذى تعرض لظلم بين واتهامات ظالمة بعد أن زالت دولته فى الأهرام فاتضح أن كل هذه الاتهامات نتيجة موقفه ومعارضته لقضية التوريث !!! حكمتك يارب
أما الأخ سرور فقد جاء حديثه مطولا بمقدار الظلم الذى تعرض له ، وعلى مدار ثلاثة حلقات كاملة على صفحات جريدة المصرى اليوم الغراء !! وقد اضطر الرجل لإماطة اللثام عن الدور الوطنى الكبير الذى قام به كأحد كبار الإصلاحيين ، وزعيما للمعاضة
فاتضح أن الرجل كان من الأئمة الصابرين المحتسبين المجاهدين على مدار ليس عام أو عامين أوعشر بل على مدى أكثر من عشرين عاما لم يتوان من التحذير تلو التحذير ، وإطلاق الإنذار تلو الإنذار من خطورة الأوضاع ، وتقديم النصيحة تلو النصيحة ،والذى كان يسر بها إسرارا لأننا كما نعلم جميعا أن النصيحة على الملأ فضيحة !!!
لقد اتضح أن الرجل كان من المطالبين برفع حالة الطوارىء وأنه- ياولداه - دفع ثمن ذلك غاليا حيث خفضت الحراسة عليه من جانب أخيه العادلى .. ياحرام . .شوفتوا التضحيات !!
كما اتضح أنه من المطالبن بالانتخاب بالقائمة النسبية لإتاحة الفرصة لتمثيل أكبر للمعارضة ، ولكن الأمن منه لله هو الذى رفض ... حيعمل إيه الراجل ،هل يستقيل ويترك البلد تضيع ؟ كان يستطيع أن يستقيل بكل سهولة ويخلد الى الراحة- ويلوح بالاستقالة فى وجوهنا على طريقة الأخ القذافى - ولكنه أبى إلا أن يقدم مصلحة الوطن على مصلحتة الشخصية وأن يظل فى موقعه صامدا صابرا ليكون حائط صد أمام الأخطار التى تهدد البلاد والعباد !!
واتضح أيضا الظلم البين الذى تعرض له الرجل الذى اتضح أنه برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من كل الاتهامات التى كيلت له ، فالرجل كل علاقته بالحزب الوطنى لاتتعدى الذهاب للمؤتمر العام للحزب يومين أو ثلاث فى العام فقط لاغير ، ودوره فى المجلس لايتعدى الذهاب للمجلس فى الصباح لإدارة الجلسات ثم الانصراف إلى بيته فى المساء ، ولاعلاقة له من قريب أوبعيد بالقوانين التى ترسلها الحكومة ولا التعديلات الدستورية ولاغير ذلك
لذلك أطالب بحملة قومية لرد الاعتبار للرجل الذى طالب بالغاء الطوارىء وإتاحة الفرصة للمعارضة وطالب بتحديد فترة الرئاسة .. . ولاتقولى برداعى ولا إخوان ولاالجمعية الوطنية للتغيير ولاشباب الفيس بوك
لقد تحمل الرجل الكثير من الضغوط والمعاناة حتى أصيب بارتفاع الضغظ بعد مد حالة الطوارىء، والتى كان يعارضها بشده ونقل للمستشفى من جراء ذلك ...روح ياشيخ منك لله !!!
د صفوت حسين
مدرس التاريخ الحديث والمعاصر
كلية التربية - جامعة دمنهور
الأربعاء أبريل 27, 2011 6:19 pm
