مشهد يتكرر كل يوم .. تخرج إلى عملك وتعود منه تغيب في وسط الزحام سيارات مسرعة وأخرى أسرع منها الكل في عجلة من أمره كأن شيئا يسوق الناس من خلفهم ،، لا صبر لدى أحد ــ إلا من رحم الله ــ هذا يرفع صوته بالصراخ وهذا يسب وذاك يخرج يده ملوحا للآخرين .. الوجوه غاضبة والأصوات عالية ومنبهات السيارات لا تنقطع بداع وبغير داع.. وفي وسط هذا الضجيج وهذا الصخب يسمع الجميع صوتا أعلى من صوتهم.. صوتا أقوى من صوتهم ، وأعلى من جلبتهم إنه صوت المؤذن ينادي : الله أكبر.. حي على الصلاة ..حي على الفلاح . فإذا بهذه السيارات المجنونة تبحث لها عن مكان بجوار المسجد وفجأة هؤلاء الناس المتنافرون الذين كان لا يطيق أحد منهم الآخر يدخلون جميعا إلى أماكن الوضوء فيغسلون من وجوههم الغضب ومن نفوسهم التوتر ويقف كل واحد منهم بجوار الآخر كتفه في كتف أخيه وعقبه في عقبه ، بكل حب وصفاء كأنهم ملائكة مصطفون أمام ربهم . ما أروع هذا المشهد الخاشع ....فإذا قضيت الصلاة وسلم الإمام وخرج الناس إلى الشارع وركبوا سياراتهم تعود لهم نوبة الجنون مرة ثانية والسؤال الذي يتعبني الآن هو (( ألا نستطيع نحن المسلمون ـ أن تكون علاقتنا ببعضنا في الشارع مثل علاقتنا في المسجد ومتى نحيى بروح المسجد خارج المسجد وقت أن يحدث هذا ماذا تتوقع أن يكون حال أمتنا والمهم هل ذلك ممكن ؟؟؟ !!!