موقف حصل قدامي
من محمد جمعة الأشقم في 31 مارس، 2011، الساعة 10:34 صباحاً
قبل غروب الشمس ...خرجت من بيتي وذهبت إلى الحديقة العامة التي لا تبعد كثيرا عن بيتي ــ في مكة ــ وجلست على مقعد فيي طرف الحديقة ونظرت ..فإذا بطفلين صغيرين يلعبان بالكرة ويراقبهما أبوهما عن قرب ...وفي هذه اللحظات الجميلة جاء رجل من بيته المجاور للحديقة ونادى الأطفال بصوت عال (0شيل الكورة دي من هنا ..ممنوع اللعب بالكرة هنا انتو فاهمين ....)9 طبعا وقف الأولاد متسمرين وبكل هدوء قال لهم أبوهم ( إلعب ياواد ) واحتار الطفلان فكانا يلعبان بأرجلهما وعيونهما تنظر إلى الرجل الذي لم يتوقف عن الصياح ...فكان هذا الرجل في قسوة جبال مكة وقابله الثاني ببرود الشتاء ..فهدد بالاتصال على الشرطة..وطنش الأب ..وفعلا اتصل الرجل على الشرطة وهنا يأتي الشاهد من القصة ...في أقل من دقيقة وصلت ثلاث سيارات شرطة للحديقة نزل رجال الشرطة وتحدثوا مع الرجل المتصل ليتفهموا الموقف ..وبعد ها توجهو للأب ..وفي هذه اللحظة انتفضت من مكاني لأقف بجوار والد الطفلين ..وأشهد بأن الطفلين لم يسببا أي إزعاج لزوار الحديقة وأنا منهم ..لكني فوجئت بأن وجوههم يملأها الصلاح وأصواتهم بالكاد تسمعها ..وكلماتهم تقطر حبا للناس فقالو بصوت خافت (0 نحن هنا في خدمتكم جميعا الذي اتصل وكل الناس ..فدفعني حماسي أن أتكلم فقلت لرجال الشرطة هذان طفلان صغيران يلعبان كرة أمام والدهم ولم يسببا أي إزعاج لأحد ..وليسو فرقة كرة قدم لطلاب ثانوي مثلا ..غير أني أحسست من كلام الرجل الذي اتصل عليكم أن هذه الحديقة ملكه وليست حديقة عامة )) فإذ برجل الشرطة يبتسم ويقول في هدوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خاطبوا الناس على قدر عقولهم ..هذا رجل كبير في السن ويقول أن عنده مريض في بيته ولا يضر لو لعب الأولاد في أماكن ألعاب الأطفال .. ثم كلم والد الطفلين بكل ذوق فتقدمت لهم بالتحية والإعجاب وصافحتهم وصافحهم والد الطفلين وبإشارة صغيرة لولديه ذهبا يلعبا في ألعاب الأطفال ..ورجع رجال الشرطة يمازحون الرجل الذي اتصل عليهم وصافحوه كما صافحونا ..وركبوا سياراتهم وانصرفو ا.. فخرجت من ..والخواطر تملأ رأسي ...وتساءلت سؤالا كبيرا .....هل يمكن أن أرى رجال الشرطة في مصر كرجال الشرطة في المملكة العربية السعودية..... ياليتني أقرأ إجاباتكم شكرا وتحياتي لكل من يقرأ هذا الموقف أخوكم محمد جمعة الأشقم